سلسلة ما لا تعرفه عن الزئبق ومركابته
الحلقة الأولى : ماهو الزئبق
1) ما هو الزئبق؟
الزئبق هو عنصر موجود في الطبيعة يرمز له كيميائياً بالرمز Hg وهو إختصار من الكلمة اليونانيه Hydrargyrum وتعني الفضه السائله، وفي حالته النقيه يكون معدن فضي اللون سائل في درجة حرارة الغرفه، والزئبق عنصر لا يمكن انتاجه (تخليقه) أو تدميره ويوجد بشكل طبيعي في قشرة الارض علي صورة أملاح الزئبق مثل كبريتيد الزئبق. يوجد الزئبق في البيئة في ثلاثة أشكال : شكل العنصر (المعدني)، والشكل غير العضوي (مثل أكسيد الزئبقيك، وكلوريد الزئبقيك، وغير ذلك)، والشكل العضوي (ومثل ميثيل الزئبق) ويؤثر شكل الزئبق علي قابلية إمتصاصه داخل الجسم وإحتفاظ الجسم به. ويتصف الزئبق ومركباته بخاصية الإنتقال لمسافات مختلفة، البعض منها يترسب علي بعد كيلومترات من موقع إنبعاثها، بينما البعض الآخر يستمر في التنقل لمسافات بعيدة وفرتات زمنية طويلة قبل أن يترسب.
2) نبذه تاريخية عن الزئبق؟
يعتبر الزئبق أحد المعادن المعروفه التي أستخدمت منذ العصور القديمة فقد أستخدم الزئبق (كبريتيد الزئبق) كصبغة حمراء. ووجد علماء الآثار الزئبق في مقبره مصرية يعود تاريخها الي 1500 سنه قبل الميلاد، وعرف الإغريق الزئبق وأستخدمت مركباته في القرن العشرين لعلاج مرض الزهري، وفي القرن التاسع عشر عاني الإنجليز العاملون في صناعة القبعات من أعراض عصبيه كثيره مثل الهياج والخجل والإكتئاب والإرتجاف والتعثر في الكلام لتعرضهم لمركب زئبقي هو نترات الزئبق، وهو مركب أستخدم علي نطاق واسع في صناعة تبطين القبعات.
3) من أين يأتي الزئبق؟ مصادر الزئبق؟
يدخل الزئبق الي البيئة بطرق مختلفه، فبعض الزئبق يدخل نتيجة لبعض الظواهر الطبيعية كالأنشطة البركانية والأنشطه الحرارية للأرض وآثار عوامل التعريه علي الصخور المحتويه علي الزئبق. ولكن معظم الزئبق الموجود حالياً دخل نتيجة النشاط البشري.
وتندرج المصادر البشرية للزئبق تحت ثلاث فئات وهي:
مصادر مقصوده : ينطلق الزئبق عندما نحاول تصنيع منتج يحتوي علي الزئبق أو القيام بعملية يستخدم فيها الزئبق أو مركباته مثل تصنيع مصابيح الفلورسنت والبطاريات ومفاتيح الكهرباء، ومن العمليات غير الصناعيه التي تستخدم الزئبق مثل مناجم تعدين الذهب الصغيره (التعدين التقليدي) التي تستخدم الزئبق لإستخلاص الذهب من الخامات. ومن العمليات الصناعيه أيضا التي تستخدم الزئبق في مصانع المواد الكيميائية كماده محفزه وخاصه في إنتاج كلوريد الفينيل وبعض مصانع الكلور.
مصادر غير مقصوده : تنشأ هذه المصادر عن الأنشطة البشرية الناجمه عن الوقود الأحفوري أو الخامات والمعادن التي تحتوي علي الزئبق كشوائب غير مرغوبه. والأمثله علي ذلك محطات توليد الطاقة الكهرباية التي تعمل بالفحم وأفران الأسمنت وأماكن تعدين المعادن وتنقيتها وعمليات إستخراج الوقود الأحفوري من الفحم والبترول والصخر الزيتي ورمال القطران.
انشطه أخري: تنشأ الانشطة البشرية من حرق أو تطهير للغابات حيث تحتوي الكتله الحيويه والتربه السطحيه في هذه الغابات علي الزئبق الذي سقط عليها من الهواء الجوي وتطلق عمليات حرق او إزالة الغابات وخاصة الغابات الإستوائية ومشاريع السدود الكبيره التي تغمر مناطق واسعه بالمياه من الفيضانات وتسمح للزبق في الكتله الحيويه والتربه السطحيه بالتحول إلي ميثيل الزئبق والدخول إلي السلسله الغذائية.
توجد كميات ضئيلة من الزئبق في الهواء واليابسه والمياه نتيجة للتحلل الطبيعي والكيميائي للصخور ومن الأنشطه البركانية، ويستخرج المعدن النقي من كبريتيد الزئبق. إن الزئبق موجود بصفة دائمه في بيئتنا من المصادر الطبيعية (حرائق الغابات وثوران البراكين) وبكميات متفاوته في الأطعمه التي نستهلكها، وتساهم الأنشطه البشرية بدرجة كبيره في وجود الزئبق في البيئة وفي السلسلة الغذائية.
ما هي استخدامات الزئبق؟
يستخدام الزئبق علي نطاق واسع في العديد من المنتجات والعمليات الصناعيه بمرور السنين ولكن معظمه في :
1. العمليات الصناعية التي تنتج الكلور (مصانع زئبق الكلور القلوي) و كلوريد الفينول غير المتبلمر (الخاص بأنتاج الكلوريد متعدد الفينيل واللدائن متعددة اليوريثين).
2. بعض المنتجات مثل المفاتيح الكهربائية بما في ذلك الثريموستات والمرحلات ومعدات القياس والتحكم ومصابيح الإضاءه الفلوريه ذات الكفاءه والبطاريات وفي حشوة الأسنان.
3. يستخدم احيانا في المختبرات ومستحضرات التجميل والمستحضرات الصيدلانية بما في ذلك في اللقاحات كمواد حافظه وفي الأصباغ والمجوهرات.
4. يتسرب الزئبق أيضا بطريقة غير متعمده من العمليات الصناعيه الأخري مثل المولدات التي تعمل بالفحم والحراره وإنتاج الأسمنت وتعدين الذهب وأنشطة التعدين الأخري مثل إنتاج المعادن الحديديه، ويعتبر إنتاج الطاقة بالفحم حالياً المصدر العالمي الوحيد الكبير لإنبعاثات الزئبق في الغلاف الجوي، كما يمكن أن تكون المخلفات من المنتجات والعمليات الصناعيه المحتويه علي الزئبق أكبر مصدر لإنبعاث الزئبق.
الزئبق الأحمر: هو مادة ذاع صيتها منذ عقد الثمانينات من القرن العشرين، وما زال الكثيرون يؤمنون بوجودها رغم عدم تحديد ماهيتها أو تركيبتها على وجه اليقين، تعود شهرة هذهِ المادة إلى المزاعم الكثيرة التي راجت حول إستخداماتها الكثيرة في صناعة عدد من الأسلحة المختلفة. كذلك من مزاعم إستخدامه أنه يسهل عملية تخصيب اليورانيوم أو يستخدم كطلاء للإختفاء من الرادارات وأيضاً مزاعم إستخدانه في إستحضار الجن وتحديد أماكن الكنوز المدفونة. ولقد ضبطت عينات من الزئبق الأحمر مع إرهابيين مفترضين تبين فيما بعد أنها ليست سوى أصباغ حمراء أو مساحيق لا قيمة لها، ويعتقد البعض أن بعض عمليات بيع تلك المواد تمت بشكل متعمد من قبل أجهزة أمنية بهدف الإيقاع بمهربين للمعدات والمواد النووية، حيث ينسب البعض إختلاق قصة الزئبق الأحمر إلى وكالات مخابرات الإتحاد السوفييتي السابق أو إلى وكالات حكومية أمريكية.
إستخدام الزئبق في التعدين وأنواعه؟
• إرتبط إستخدام مادة الزئبق في النشاط التعديني للذهب (التعدين التقليدي)، وذلك لعدة عوامل ساعدت في إنتشار إستخدام الزئبق في عمليات إستخلاص الذهب دوناً عن غيره وذلك لسهولة الإستخدام حيث تتم به عملية الإستخلاص بصورة بسيطة عن طريق خلطه مع الخام ومن ثم حرق خليط الذهب مع الزئبق ليتبخر الزئبق ويتم الحصول علي الذهب. المواد البديلة يتم بها الإستخلاص عبر طرق معقدة تحتاج إلي مهندسين وفنيين مدربين تدريب عالي مع إستخدام معدات خاصة للقيام بعمليات الإستخلاص. وأخيراً سهولة الوفرة وقلة التكاليف والمصروفات التشغيلية.
• الزئبق المستخدم في التعدين هو الزئبق المعدني.
جهود وزارة الطاقة والتعدين فيما يخص تقليل الآثار الناتجة عن إستخدام الزئبق في التعدين التقليدي؟
• تنظيم عدد من الورش والمؤتمرات بغرض تطوير وتنظيم التعدين التقليدي.
• إطلاق حملات توعيه تستهدف المعدنيين والعاملين بمناطق التعدين بخصوص الرعاية الصحية.
• توفير وإيجاد البدائل الأكثر كفاءة بما يتناسب مع طبيعة التعدين و المعدن نفسه.
• حصر المعدنين وأماكن تواجدهم وإصدار بطاقة المعدن وإصدار عقود خاصة بالتعدين التقليدي.
• تنظيم التجمعات والأسواق بما يتناسب مع البيئة السليمة.
• مراعاة السلامة في التعدين التقليدي بتشجيع وتوعية المعدنيين على إستخدام أدوات السلامة الشخصية للحفاظ على صحتهم.
• إستجلاب وتوزيع معدات تقلل من ضرر مادة الزئبق بالبيئة والإنسان ( المعوجة).
• توحيد قناة التعامل في إستيراد وتوزيع الزئبق.
• إجراء دراسات ومسوحات لتقييم المؤشرات الصحية والبيئية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية بمناطق التعدين التقليدي.
• عمل خطة وطنية للحد من إستخدام الزئبق وإجازتها من قبل القطاع الإقتصادي بمجلس الوزراء ووضع برنامج تنفيذي لها.
2,511 total views, 2 views today